في ثالث حلقات بودكاست مع التجار تستضيف إذاعة (ثمانية) عبد الله اليوسف مؤسس متجر الطفولة عدنان معلم القرآن في حوار شيق يكشف عن قصة رائعة نابعة من تجربة فريدة تجمع بين التجارة الإلكترونية المربحة والعمل الخيري التطوعي الذي يخدم المجتمع.

ما هو عدنان معلم القرآن؟

عدنان مشروع إنساني ضخم يعبر عنه تطبيق مجاني تفاعلي لتعليم القرآن وتحفيظه يستهدف فئة الأطفال، ويوازيه متجر إلكتروني يحمل نفس الاسم يركز على تسويق منتوجات ترفيهية وتعليمية لتلك الفئة التي غالبًا ما يغفلها المستثمرون في التجارة الإلكترونية.

مشروع عدنان معلم القرآن من الفكرة إلى التأسيس

تعود فكرة مشروع عدنان إلى شغف مؤسسه عبد الله اليوسف بالتصاميم وألعاب الأطفال ورغبة في تقديم خدمة ذات قيمة لصالح هذه الفئة منذ أكثر من عشرين سنة تقريبًا، وكانت انطلاقته في أشرطة (كاسيط) ثم بالأقراص المدمجة (CD) وصولًا إلى التأسيس الفعلي للتطبيق سنة 2011م.

مشروع عدنان معلم القرآن يتغلب على تحديات كبيرة

كأي مشروع رائد كان على عدنان أن يواجه التحديات ويثبت جدارته واستحقاقه ومنها:

مجال الطفل صعب يتطلب وضوح الرؤية والأهداف رغم أنه موضوع يفرض ذاته، فهو من السهل الممتنع
ارتفاع قيمة المنتوجات الرقمية في البداية، كيف للعميل سنة 2011 أن يدفع مقدار 200 دولار قيمة تطبيق مثلًا، كما أنَ ثقافة الشراء عبر الإنترنت أو عن طريق بطائق الائتمان لم تكن منتشرة في ذلك الوقت
نظرة المجتمع للمشاريع ذات الطابع الخدماتي وخصوصا ذات اللمسة الدينية، فالمستخدم لتطبيق القرآن الكريم لا يرغب في تنزيله إلا إذا كان مجانيًا، ولكن استمرار مثل هذه المشاريع تحتاج إلى موارد مالية كبيرة، وهو ما يطرح تحدي الاستدامة الذي جعل المشروع أما تحديات أخرى

تحدي إقناع الجهات المانحة بتبني المشروع، فهي تسعى إلى التأكد من فعاليته ونبل غايته، فتضع الشروط التي من شأنها أن تضمن لها النتائج الإيجابية، ومن ذلك مثلًا أن رواد عدنان معلم القرآن لما تواصلوا مع مؤسسة السبيعي الخيرية سنة 2011 جاءهم الرد أن لا يقل عدد تحميلات التطبيق عن 200 ألف وأن يتم تنزيل لغتين على الأقل: الصينية والإنجليزية
تحدي التحول من الرقمي إلى المصنوع المحسوس، والمزاوجة بين التطبيق المجاني والمتجر الإلكتروني، وعنه تفرعت تحديات كبيرة منها: عدم اكتمال الأفكار ونضجها ـ صعوبة التواصل مع المصانع وإقناعها بالأفكار الإبداعية ـ ضعف القدرات المالية للتصنيع ـ الحاجة إلى مستودعات التخزين في إحدى المرات مثلا تم التخزين بغرفة أحد الموظفين ـ تحدي إقناع المستثمرين بجدوى المشروع ـ تحدى الاعتماد على القدرات المالية الخاصة لتنزيل المنتج
تحدي التعامل مع الوالدين في الوقت الذي يعد الطفل هو العميل الحقيقي ولو رأى المنتج لأخذه، وهنا كان لابد أن يشتغل رواد المشروع على مستويين: تلبية رغبات الطفل وفي الوقت نفسه إقناع أولياء الأمور بفوائد ومميزات المنتج.

اقرأ أيضا: كيف تبدأ مشروعك في التجارة الإلكترونية عن طريق وثيقة العمل الحر؟

عدنان معلم القرآن تصور حضاري لأهداف نبيلة

اكتسب قدرته على خوض التحديات من المبادئ السامية التي تأسس عليها خدمة للصالح العام ومنها

تقدير مكانة الطفل في المجتمع وهو ما يقتضي النهوض بدور فعال يسهم في رفع الظلم والتهميش الذي طال موضوع الطفل في الوطن العربي نتيجة استنساخ التجارب وإغفال الهوية والثقافة والحس العربي الإسلامي في ما يقدم من أعمال الطفولة.
تقديم خدمة مجانية للمجتمع العربي وللعالم عمومًا تتمثل في تعليم الأطفال، وتربيتهم على القيم النبيلة، وبناء قدراتهم العقلية بالوسائل التي تتماشى وخصوصياتهم ورغباتهم…
الإسهام في حل المشكلات الاجتماعية ومنها مشكلة انشغال الوالدين الذي زاد في العصر الحديث بفعل ضغوط العمل، حيث يجد الطفل ذاته في منتجات عدنان الرقمية والمحسوسة ريثما يتفرغ الوالدان
ممارسة النشاط التجاري برسالة: عدنان معلم القرآن ما هو بمؤسسة خيرية محضة ولا هو بشركة تجارية خالصة، وإنما هو يزاول عملًا خيريًا، ويقدم خدمة مجانية لصالح المجتمع في الوقت الذي يمارس أنشطة تجارية تستهدف الطفولة، ويبقى السعي لخدمة الصالح العام بمثابة الروح لهذا المشروع.

عدنان رائد عالمي في خدمة الأطفال

في المجال الرقمي أطلق فريق متجر الطفولة أكثر من 30 تطبيقا تشمل موضوعات متنوعة: تعلم اللغات (العربية والإنجليزية…) والرياضيات والتلوين وكل ما ينمي مدارك الطفل، غير أن تطبيق عدنان معلم القرآن كان أكثرها انتشارًا، بل أضحى واحدًا من بين من أشهر التطبيقات عبر العالم، حيث يقدر عدد تحميلاته حتى الآن بحوالي 9 ملايين من أغلب الدول (حوالي 197 دولة)، حيث تستفيد منه فئة الأطفال من 3 إلى 11 سنة.

عدنان يتجه صوب التصنيع المربح

اتجه عدنان صوب التصنيع منذ 2016 حيث كانت البداية بتحويل محتوى رقمي إلى مطبوع، فالتطبيق يوفر قصصًا رقمية رائعة للأطفال ذات حمولة قيمية لصناعة المجتمع الصالح، فكان لابد من تجسيدها في كتب ورقية ذات حلة جذابة.

بعد ذلك اتسع أفق التصنيع، ودخل فريق العمل تجربة محاكاة شخصية عدنان وتحويل ما هو افتراضي إلى شيء محسوس ملموس، فكانت النتيجة حتى الآن 15 منتوجا، 8 منها تقريبًا مخصصة لعدنان والباقي أشياء داعمة له: ملصقات، أدوات تلوين…

ومن بين المنتوجات المميزة (وسادة الأذكار) وهي وسائد مزودة ببطاريات دائرية بمجرد ما يضغط الطفل على الزر يسمع الأذكار، ومن شأنها أن تعوده سماع الذكر عند النوم.

ولتجاوز بعض المشاكل التي يطرحها التعامل مع المصانع بالصين مثل كثرة الأسفار، وطول المدة ما بين إرسال الملف والعينة وانتظار الرد…تم اعتماد الطباعة الثلاثية الأبعاد التي اختصرت الجهد والوقت بحيث تصدر العينة في ظرف 15 يومًا فقط بعد ارسال الملف إلى المصنع.

وقد اتسع أفق التصنيع أكثر اليوم، حيث تراود فريق عدنان معلم القرآن فكرة توطين الصناعة بالسعودية بهدف توفير الجهد والتكلفة والوقت، والإسهام في الاقتصاد المحلي.

عدنان معلم القرآن يتألّق في ميدان التسويق والتجارة الإلكترونية

خاض عدنان تجربة التسويق والتجارة الإلكترونية بموازاة التصنيع مستثمرا كل التقنيات القنوات والوسائل المتاحة ومن ذلك:

الاستفادة من جمهور مستخدمي التطبيق المجاني والمتابعين على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار المشاريع الكبرى التي تقدم المحتوى المجاني في الوقت الذي تضمن لنفسها مصادر تمويل موازية.
إشراك المجتمع في التسويق، وجعله يتبنى المنتج، ويدافع عنه، ويسوق له بعد الوقوف على جودته والثقة في أصحابه.
التسويق المباشر عن طريق أدوات التجارة مثل الحملات المدفوعة بدون مؤثرين تجاوز عدنان المؤثرين من زمان نظرا لكونهم يغطون على المنتج ويستنزفون الأرباح ويحولون بينه وبين العملاء
استثمار القنوات الإلكترونية المتاحة: المتجر الإلكتروني الخاص عدنان معلم القرآن تويتر، انستقرام، سناب شات التي تساعد على الوصول السريع لبيانات البيع مثل الفارق بين معدل الزيارات ومعدل الشراء الذي من شأنه أن يسهل عملية تقييم المنتج، ومن ثم التدخل لمعالجة أي مشكل يتعلق بالتصنيع أو البيع، وقد حدث مرة أن نسبة الزيارات كانت مرتفعة في الوقت الذي انخفضت نسبة البيع، وبعد التتبع تبين أن السبب هو ارتفاع تكلفة الشحن، فتم على الفور تخفيض تلك التكلفة، وعاد الأمر إلى وضعه الطبيعي
الاستعانة بالمتاجر الإلكترونية ذات الصيت مثل زد و جرير كانت التجربة الأولى في تسويق القصص الورقية صعبة نتيجة التعامل مع الموزعين الذين اشترطوا هامشا كبيرا يصل إلى 50 أو 60 بالمائة من قيمة البيع فضلا عن مشاكل الاستلام والإرجاع. لذا تم التحول كليًا إلى التجارة الإلكترونية حيث تم وضع المنتج على متجر زد وقد كانت التجربة معه مثمرة جدًا، نفذت الطبعة الأولى في شهرين أو ثلاثة وبعدها الطبعة الثانية بأرباح كاملة لا يشارك فيها لا موزعين ولا غيرهم فضلا عن وضوح معطيات التسويق: المبيعات، متى تتم العروض، متى يتم البيع أما متجر جرير فيعد الموزع الرسمي لمنتجات عدنان بناء على عقدة لمدة سنتين قابلة للتجديد بهامش ربح قليل جدا مع ما يضمنه المتجر من مصداقية للمنتوجات التي يعرضها.اطلق متجرك الإلكتروني الآن
ستثمار المعارض والعمل على امتلاك نقط استلام تساعد على الوصول لمختلف العملاء بما فيهم أولئك الذين يفضلون اقتناء المنتج بالطريقة التقليدية، أي من غير وسائط التجارة الإلكترونية.
وهكذا فقد تبوأ عدنان موقعه التجاري وحقق رقما تحويلا مهما (ما بين 3 إلى 5 من الزيارة إلى الشراء) وضمن موردا ماليا كافيا يساعده على مزيد من العطاء.

اقرأ أيضا: دليلك المتكامل لاستخدام الحزم التسويقية

عدنان معلم القرآن يراهن على الاستدامة

لما كانت رسالة عدنان تتمثل في تقديم خدمة دائمة ومستمرة لصالح المجتمع، اهتم رواده بتوفير الظروف المادية والمعنوية اللازمة لضمان الاستدامة ومن ذلك

الحصول على الدعم والاحتضان المناسب من الجهات المانحة: وكان أولها مؤسسة السبيعي الخيرية التي آمنت بفكرة المشروع منذ 2011، واحْتفَت به بعدما تبينت مؤشرات نجاحه الباهر لاحقا.

التحول صوب التصنيع والتسويق: بهدف الحصول على هامش ربحي يغطي يساعد في تسديد التكاليف المالية للمشروع، ولم يكن الربح هو الهدف بالدرجة الأولى، وإنما الأهداف هو استدامة المشروع وتحقيق الريادة وجعل مستخدمي التطبيق يساهمون في ذلك بشكل غير مباشر لما يقومون باقتناء منتجات عدنان، وبالفعل فقد تبين أن المستخدم لا يرغب في دفع قيمة التطبيق المقدر بـ 3 دولارات في الوقت الذي يقبل شراء أربع أو خمس منتوجات بقيمة 200 ريال، بل إن الوالدين قد يصران على اقتناء منتجات ترفيهية بغض النظر عن آثارها الجانبية السيئة وحتى الخطرة…فكانت فكرة التصنيع تقوم على توفير بديل هادف وآمن.

متابعة ردود أفعال العملاء والاستماع لأصواتهم: يستثمر عدنان معلم القرآن كل القنوات المتاحة: التعليقات في التطبيق، في الواتساب الرسمي، على صفحة المتجر، والتويتر والفايسبوك والانستقرام…ـ مراقبة التحميلات والأرقام لتقييم أداء المشروع ـ عمل استمارات لتعبئة البيانات المساعدة على تطوير المحتوى ومن ثم التجاوب السريع مع طلبات العملاء، والردود المقنعة على استفساراتهم وشكرهم على مقترحاتهم وحتى الاحتفال بمن يقدمون أفكارا نوعية من شأنها أن تسهم في تطوير المشروع.

الوفاء بالالتزامات والحرص على التطوير المستمر وتقديم الأفضل: يتم التعامل بسرعة مع المشكلات التي تعترض العملاء، سواء تعلق الأمر بالتطبيق المجاني أو بالمنتوجات المصنعة ومن ذلك أنه إذا حدثت مشكلة في جهاز العميل وكان سببها التطبيق فإنه يتوصل بتعويض على الفور، وحدث أيضًا أن بعض العملاء اشتكى من وجود مشكلة تتمثل في كون وسائد الأذكار لا تتوفر على بطاريات، فكان التعامل سريعًا، واكتشاف الخلل: أن الشحنات التي أرسلت إلى بعض دول الخليج خضعت أثناء الشحن للتعديل تماشيا مع إجراءات الأمان التي تشترطها بعض وسائل النقل، فكان لابد من تطوير المشروع وعمل وسائد ببطاريات قابلة للفك والتركيب واعتماد مكملات خارجية

وقد أدى ذلك إلى تجاوز مشكل آخر يتمثل محدودية فعالية البطاريات السابقة التي كانت إذا انتهت تتعطل معها الوسائد، أما المنتوج الجديد فيتمتع ببطاريات قابلة للاستبدال والشحن حدث هذا على مراحل جعلت المنتوج يمر بخمس نسخ حتى يصل إلى ما هو عليه اليوم.

وقد ترتب عن ذلك كسب ثقة كبير لدى العملاء، وذاع صيت التطبيق المجاني حتى إن انطباعات بعض طلبة الجامعات تقر بأنهم تعلموا منه لما كانوا بالابتدائي أو المتوسط.

وخلاصة القول إن عدنان معلم القرآن تجربة رائدة في مجال المشاريع ذات البعد الإنساني التي تقدم خدمات جليلة للمجتمع مستعينة في ذلك بأنشطة تجارية موازية تضمن لها عائدا ماليا يساعدها على الاستدامة والمردودية أكثر، وقد أضحى المشروع اليوم على أهبة الاستعداد لخوض تجارب استثمارية أكبر لما يتمتع به من قدرات هائلة في الابتكار والتصنيع والتطوير ابق قريبًا من فريق زد، وكن أول من نشاركه آخر التحديثات وأهم النصائح، وقصص نجاح التجار.

عدنان معلم القرآن- رائد العمل الخيري والتجارة الإلكترونية المربحة